مقدّمة
الأوبال، هو حجر كريم تمّ تقديره لآلاف السنين، ويشتهر بظاهرة جذابة للألوان المعروفة باسم ” تلاعب الألوان”. ترجع هذه الظاهرة الفاتنة إلى البنية الداخلية الفريدة للحجر، حيث تحتوي على عدد كبير من كرات السيليكا الصغيرة التي تشتّت الضوء وتخلق تشكيلة من الألوان. كثُرت الأساطير والقصص المتعلقة بالأوبال. وجماله الساحر، يجعل منه حجرًا كريمًا مثيراً للاهتمام ومطلوباً للغاية.
تشكيل الأوبال
الأوبال هو شكل شبيه بالكوارتز غير المتبلور من السيليكا، ولكنه يحتوي على نسبة من الماء تتراوح بين 3% إلى 21%. يتم تشكيله بشكل أساسي من محلول ثنائي من أكسيد السيليكون والماء. عندما يتسّرب الماء عبر الأرض، يقتنص جزيئات السيليكا من الصخور الرمليّة ويحملها إلى الشقوق والفراغات. على مرّ العصور، يتبخّر الماء تاركاً وراءه ترسبات من السيليكا. فيتشكل هذا الحجر الرسوبي عندما تترسّب السليكات المذابة على شكل كريات مجهرية.
أنواع الأوبال: الثمين مقابل الشائع
الأوبال الثمين، المعروف أيضًا باسم “الأوبال النبيل”، يتميّز بظاهرة جذابة للألوان المعروفة باسم “تلاعب الألوان”. عندما تكون كرات السيليكا متجانسة في الحجم والشكل ومرتّبة بانتظام، تشتت الضوء وتخلق هذه الظاهرة. وتعتمد الألوان التي تظهر من تلاعب الألوان في الأوبال على حجم الكُرات وزاوية الرؤية.
الأوبال الشائع
من ناحية أخرى، فإن الأوبال الشائع يتميّز بأحجام وترتيبات عشوائية لكرات السيليكا. وهو لا يظهر أي تلاعب بالألوان ويمكن أن يكون مظهره داكناً أو زجاجيّاً، مع لمعان شمعيّ. يأتي الأوبال الشائع في مجموعة واسعة من الألوان.
أصناف الأوبال الثمين
الأوبال الأسود: ذو لون داكن يعزّز حيوية تلاعب الألوان.
الأوبال الأبيض: ذو لون فاتح مع تلاعب بالألوان.
الأوبال الناري: شفاف إلى شبه شفاف مع لون دافئ ، عادة ما يكون برتقالي أو أحمر أو بني.
بولدر أوبال: يُشكّل داخل الحجر الحديدي ويُظهر تلاعب ألوان مبهر مدعّماً بمصفوفة من الحجر الحديدي البني.
الأوبال الكريستالي: شفاف إلى شبه شفاف مع تلاعب غنيّ بالألوان.
الأوبال المائي: شفاف أو عديم اللون. قد يكون له تلاعب بالألوان. حليب الأوبال: أحجار شفافة بيضاء حليبية. قد يكون لها لون مصفرّ أو أخضر.
أحافير وأوبال مجموع
يتشكل الأوبال أحيانًا على شكل الخشب والعظم وقشور البحر، حيث يحلّ محل هذه المواد العضوية بفعالية. ويعرف هذا النوع من الأوبال بالأحافير المتحجرة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لصاقل الأحجار الكريمة أن يجمعوا أجزاءً رقيقة من الأوبال لصنع قطع رقيقة من الأوبال في أزواج وثلاثة توائم (دوبلتس وتربلتس) لاستخدامها في المجوهرات.
مصادر الأوبال
تهيمن أستراليا على سوق الأوبال، حيث تشكل نسبة تتراوح بين 95 إلى 97% من إجمالي إنتاج العالم. وتشمل مصادر بارزة أخرى له، مثل إثيوبيا، المكسيك، البرازيل، الولايات المتحدة، إندونيسيا وجمهورية التشيك. ويُعرف كل مصدر من هذه الدول بأنواع محدّدة من الأوبال.
القيمة، التصنيف، والتحسين
يتمّ تحديد قيمة الأوبال بناءً على نوعه وحجمه ولونه وشفافيته وجودة تلاعب الألوان فيه. الأوبال الأسود عادة ما يكون الأكثر قيمة. وتشمل تحسيناته الشائعة، إضافة زيت أو شمع أو مادة بلاستيكية لتحسين المظهر. ومع ذلك، قد لا تكون بعض التحسينات دائمة.
رعاية الأوبال
الأوبال حسّاس ويتطلب تعاملاً دقيقاً. فهو يتأثر بتغيرات درجات الحرارة ويمكن أن يتم خدشه بسهولة. من الأفضل تخزين الأوبال في كيس بلاستيكي محكّم الإغلاق مع قطعة من القطن المبلّل لمنع جفافه. يجب الحفاظ على الأوبال جافّاً وبعيداً عن المواد الكيميائية، حيث إنه يحتوي على الماء ويمكن أن تتلفه الحرارة أو المواد الكيميائية. بالنسبة للأوبال المستخدم في المجوهرات، خاصة الخواتم، من المستحسن استخدام إعدادات واقية أو الاحتفاظ به للمناسبات فقط.
كشف الأوبال المزيّف أو المقلد
من الضروري التمييز بين الأوبال الاصطناعي والمقلّد. الأوبال الاصطناعي يُصنع في المختبرات ويشبه بشكل كبير الأوبال الطبيعي وله تكوين مميز لجلد السحلية، بينما الأوبال المقلّد عادة ما يصنع من البلاستيك أو الزجاج ويُحاكي فقط مظهر الأوبال. يمكن فحص التقليد البلاستيكي باستخدام إبرة حادة وهو لا يتفسفر. بينما الأوبال المقلّد من الزجاج عادة يحتوي على فقاعات زجاجية وعلامات تجويف. يمكن أيضًا معرفة الكثافة ومؤشر انعكاس الضوء في تحديد الأوبال الطبيعي.
خاتمة
الأوبال، هو حجر كريم ينبعث منه الأناقة والغموض بفضل تلاعب الألوان النابضة بالحياة. وبفضل أنواعه المتعددة ومصادره المختلفة، يظل الأوبال حجرًا كريمًا محبوبًا للكثيرين. ومع ذلك، بسبب طبيعته الهشة، يحتاج الأوبال إلى رعاية خاصة. سواء كنت هاوياً للجمع، أو صانع مجوهرات، أو شخصًا يقدّر جمال الأحجار الكريمة الطبيعية، فإن مجموعة الألوان الساحرة للأوبال وتاريخه الغنيّ يجعلانه حقاً، حجرًا فريدًا من نوعه.
