تانزنيت 101: كشف أسرار الجوهرة الزرقاء الساحرة

يتميز حجر تانزنيت -الذي ينتمي إلى عائلة الزويسيت- بلونه الأزرق الجذاب، والذي اكتشفه رجل من قبيلة الماساي في عام 1967 في ميريلاني، تنزانيا، ويتميز بشفافيته وبلوراته الزرقاء الفاتحة. وعلى الرغم من أن اللون الطبيعي لتانزنيت هو البني المائل للأحمر، إلا أن المعالجات الحرارية تحوّله إلى اللون الأزرق الساحر و اللون البنفسجي والذي حقق نجاحًا كبيرًا في سوق المجوهرات.

الحصة السوقية والشعبية:

حقق تانزنيت شعبية كبيرة بسبب الترويج القوي من قبل التجار، وخصوصًا في أوائل التسعينات، حيث أصبحت المجوهرات الزرقاء المرصعة بتانزنيت حساسة كون الإمدادات استقرت وأصبحت الأسعار أكثر ملاءمة. و تلعب توافر الأحجار الصغيرة والمتاحة بأسعار معقولة دورًا كبيرًا في توسيع نطاق تسويقها.

تطور التعدين و التحديث:

كانت ظروف التعدين في ميريلاني خطرة في البداية. ومع ذلك، في عام 2003، اكتسبت شركة أفريكان جيم ريسورسيز ليمتد (AFGEM)  منجم ميريلاني وقدمت ترقيات كبيرة وطورته بمحاور مدعومة جيدًا وأنظمة تهوية وإجراءات لمنع الفيضانات، كما أنشئت عيادة طبية عاجلة في الموقع أيضًا. أدى هذا التطوير إلى إنتاج حوالي 800,000 قيراط من الصخور الكريمة الخام خلال ستة أشهر.

الجودة و الخصائص:

تُحَدد قيمة تانزنيت بشكل أساسي بلونه الأزرق، على الرغم من أن الجودة قد تختلف أحياناً. و تعد الأحجار الكريمة الكبيرة ذات الجودة العالية نادرة ومحبوبة للغاية، بينما الأحجار الصغيرة عادة ما تكون لونها أفتح.

تنوع ألوان تانزنيت:

أحد الخصائص الرائعة لتانزنيت هو تغيير ألوانه، حيث يمكن أن يظهر بألوان مختلفة عند النظر إليه من زوايا مختلفة، و يمكن أن يبدو تانزنيت بالون الأزرق تقريبًا مثل الياقوت في الضوء الطبيعي، بينما يمكن أن يظهر باللون البنفسجي أو الأرجواني مثلًا في الضوء الفلوريسنت، و هذا التغيير هو ما يزيد من جاذبية وتمييز تانزنيت.

الألوان والأصناف القيمة لتانزنيت:

تعتبر أرقى أنواع تانزنيت تلك التي تظهر بلون أزرق غني، ومع ذلك، تُقدر تانزنيت ذات اللون البنفسجي أقل من نظيراتها الزرقاء، و تُعد الألوان المتوسطة إلى الداكنة مثالية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تزيد الأشكال المخصصة قيمة الجوهرة الكريمة. ومن الجدير بالذكر أنه في حين تحظى تانزنيت الزرقاء بتقدير كبير، إلا أن الألوان الأخرى مثل الأخضر والأصفر والوردي تعد نادرة ومطلوبة من قبل المقتنين.

تحديات  إنتاج تانزنيت:

لم يكن إنتاج تانزنيت خاليًا من التحديات؛ فالكوارث الطبيعية مثل الفيضانات الكارثية في ميريلاني في عام 1998 أثرت على الإمداد المستقر لتانزنيت. بالإضافة إلى ذلك، تأثرت الأسعار بتدفق كميات كبيرة من المواد ذات جودة أقل بسبب الإنتاج الزائد في جايبور بالهند في عام 2001.

التهريب و القضايا التنظيمية:

واجه تعدين تانزنيت مشكلات التهريب، فغالبًا ما يعبر التانزنيت الخام الحدود إلى كينيا، حيث يبيعه المهربون بأسعار مبالغ فيها، ويتجاهلون الجهود التنظيمية للحكومة التنزانية.

مصادر تانزنيت:

تعد تلال ميريلاني في تنزانيا المصدر الوحيد لتانزنيت، حيث قسمت المناجم هنا إلى أربعة كتل، ولكن لا يوجد فرق ملحوظ في الجودة بينهما. وهناك مصادر أخرى لأحجار الزويسيت ذات الجودة العالية، منها: الولايات المتحدة، والنمسا، وفنلندا وألمانيا، والمكسيك، وباكستان، وروسيا، واسكتلندا.

العناية و الصيانة:

تتراوح صلابة تانزنيت بين 6 و7، وهو نوعًا من الأحجار الكريمة الهشة بسبب تماثله للتشقق والهشاشة. لذلك، يُفضل الاستخدام العرضي له أو يوضع في إعدادات واقية لتقليل خطر التلف، وعند تنظيفه، من المستحسن استخدام فرشاة ناعمة ومنظف معتدل وماء دافئ، وتجنب استخدام منظفات الأحجار الكريمة بالموجات فوق الصوتية أو تعريضها لتغيرات درجة الحرارة المفاجئة فقد يتسبب ذلك في تلفه.

الخلاصة:

تانزنيت هو حجر كريم أسر العالم بلونه الأزرق المذهل وندرته، وعلى الرغم من التحديات التي تواجه إنتاجه والطبيعة الهشة للحجر، فإن تانزنيت لا يزال حجر كريم مطلوب للغاية في سوق المجوهرات. وتعد خصائصه المميزة، مثل تغيّر ألوانه، وأهميته التاريخية، إضافة ثمينة لأي مجموعة. وعلى كل من يمتلك أو يفكر في شراء مجوهرات تانزنيت العلم بأن الحفاظ عليها بعناية يعتبر أمرًا أساسيًا لدوام جمالها وقيمتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *